لأن مهنة المحاماة هي مهنة – رسالة فلا بد أن تحمل في طيّاتها مجموعة من القيم الإنسانية ولعل أبرزها نبل التصرف، حسن السلوك ورفعة الأخلاق. من هذا المنطلق، لقد أرسينا لأنفسنا قواعدً عامة، هي وليدة قناعاتنا وقيمنا وعزمنا على الإلتزام بها لا بل اعتناقها في مسيرتنا العملية.
1- واجباتنا تجاه موكلينا:
ان العلاقة التي تنشأ بيننا وبين موكلينا يجب أن تبنى على مبادئ الصدق والثقة والإحترام والتي هي من منطلقاتنا السلوكية. وتبعاً لذلك فإن الوكالة المعطاة لنا لتمثيل موكلينا لدى جميع المراجع القضائية تتضمن حقنا، بل واجبنا بأن نقوم بجميع الإجراءات القضائية المستلزمة في الدعوى، بحيث أن علينا أن نسعى لإنجاح قضية موكلنا وذلك من خلال بذلنا أقصى الجهود لتحقيق هذه الغاية.
2- في امتناعنا المطلق عن قبول أي دعوى أو إعطاء أي إستشارة لخصم موكلينا:
كما وأنه من واجبنا كمحامين كشف أي علاقة تربطنا بالفريق الآخر في النزاع القانوني، إن وجدت، تبعاً لما يفرضه علينا نظام آداب مهنة المحاماة، وبالتالي عدم السماح لأنفسنا، لأي سبب أو مبرر بالسير بالدعوى بوجه شخص آخر كنا وكلاء عنده سابقاً، كما والتمنع عن إسداء أي نصيحة أو إستشارة لما يشكل ذلك من إخلال بواجب الإستقامة.
3- علاقتنا بموكلينا :
ان الوكالة الممنوحة إلينا من قبل زبائننا تمنحنا سلطةً وواجب، باسم موكلنا، بمضمونها وفق المفهوم القانون للوكالة، بمعنى أنه ينبغي علينا أن نقوم بجميع الأعمال المتوجبة لجهة تقديم استحضار الدعوى و/أو اللوائح الجوابية، و/أو المذكرات، كما يشمل ذلك الحق في تقديم الدفوع على اختلافها، وطلب التحقيق وتقديم الأدلة واتخاذ الإجراءات التحفظية، وتلك اللازمة لمتابعة الدعوى حتى صدور الحكم فيها وتبليغه وتبلغه والطعن فيه، والدفاع في هذا الطعن حتى الفصل فيه. ان قيامنا بواجباتنا تلك يشتمل أيضاً على واجب المشورة والإرشاد تجاه موكلينا. إذ أننا نعلم جيّدا أن الإخلال بإعطاء المشورة أو إعطاء مشورة مغلوطة يدفع بموكلنا الى اعتماد طريق ضار بمصلحته.
4- في العناية بتنفيذ الوكالة:
اننا نتعهد أمام أنفسنا كما وأمام موكلينا بأن يعنى بتنفيذ الوكالة عناية الأب الصالح، بما يستغرق ذلك من مد المساعدة الى موكلنا والقيام بجمبع الأعمال المفروضة وقد عاهدنا أنفسنا بعد القيام بإجراءات غير لازمة، أو مضرة للموكل من حيث هدر الوقت والمال بما يؤثر سلباً على حسن سير الدعاوى.
5- واجباتنا الشخصية تجاه موكلينا:
ان واجباتنا تجاه موكلينا تدخل من ضمن آداب مهنتنا إذ أن تلك العلاقة يجب أن يسودها الصدق والثقة والاحترام.
فبالإضافة الى واجبنا بتنفيذ مآل الوكالة تنفيذاَ صحيحاً فمن المهم أيضاً لا بل من المفروض علينا، ان نطلع زبائننا على كل الإجراءات التي نحن بصدد اتخاذها تنفيذاً لمهمتنا، وبهدف تحقيق مصالحه بالصورة الأفضل.
ووجب إطلاع زبائننا بشكل دوري على كل حيثيات الدعوى وعلى كل معطى مستجد في شأنها يستغرق أيضاً الأخذ بتوصيات موكلينا المشروعة في هذا الإطار إذ أن تجاهل هذه التوصيات يعتبر من قبل الإخلال بموجب الحيطة المفروضة علينا كمحامين.
6- من قناعاتنا الراسخة:
ان الوعود التي لا تقترن بالأفعال ليست واهية فحسب بل هي مضرّة أحياناً بزبائننا. لذا فنحن نسعى بكل ما أوتينا من علم وثقافة وخبرة الى تأمين مصالح موكلينا والسعي الجدي لتحقيق جميع الأهداف. إذ ان العبرة تكون دوماً في التطبيق لا في الأقوال.